د.هشام الصديقي
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
يطل علينا بين الحين والآخر من يدعي انه يمثل الشيعة في الكويت (واعلم ان الشيعة والسنة تمثلهم حكومة الكويت فقط) بآراء وتصريحات يسعى من خلالها لضرب الوحدة الوطنية وادخال البلد وابنائه في صراعات طائفية وجدل سياسي عقيم، فنراه يتدخل عبر تصريحاته في كل كبيرة وصغيرة على المستوى السياسي والاجتماعي والديني ونضرب أمثلة على تلك التدخلات:
- تصريحه عن علاقتنا الديبلوماسية وديوننا ومشكلاتنا مع دولة مجاورة وانه يتعهد ويتكفل ويضمن النظام الحالي كأنه لا توجد وزارة ووزير خارجية للبلد ترسم السياسة الخارجية وتبادل العلاقات وحل جميع الخلافات ان وجدت مع أي دولة كانت.
- تصريحه بالمطالبة بتغيير المناهج في وزارة التربية (على هواه وليس وفق دراسات علمية ومتخصصين) وانها تمس عقائد اخواننا الشيعة في الكويت رغم وجود هذه المناهج منذ سنوات، ووضعت بعد دراسة من قبل اهل الاختصاص الموثوق بعلمهم، ورغم علمه ان السنة والشيعة في الكويت لا يعتقدون بأفكار التبرك بالقبور التي يدعو لها، ولكنها الافكار التي ظهرت حديثا واصبح لها مروجون (كأفكار التكفيريين واصحاب الدعوات الباطلة) علما ان لا عائد لها الا الدمار والهلاك والتفرقة في المجتمع الذي تنتشر فيه والأمثلة كثيرة ويكفيك ما يحدث في العراق ولبنان، ومشكلتنا في الكويت هي مشكلة تعصب لافكار واشخاص وليس اتباع النهج العلمي والحوار المثمر (وهذه ان شاء الله لي فيها مقالات ووقفات قادمة).
- آخر التصريحات اتهامه لشيخ الاسلام ابن تيمية، رحمه الله، ومن يتبعه سواء حكومة كانت أم فرداً بأنهم تكفيريون ويطالبهم بالخروج من البلد.
فمع هذه التصريحات وغيرها لنا وقفات:
اولاً: بلدنا الكويت آمن بإذن الله تعالى في ظل القيادة الحكيمة لآل الصباح وعلى رأسهم سمو الامير وولي عهده، حفظهما الله تعالى، ومن يولونها ثقتهم من وزراء ومسؤولين لقيادة البلد والسير به نحو التقدم والتنمية.
ثانياً: شعب الكويت جميعهم يرفضون النعرات الطائفية والقبلية والحزبية بكل أشكالها، فنطالب الحكومة ان تتدخل وتضع حداً لكل من تسول له نفسه العبث بوحدة وأمن الكويت وان تشد عليه وعلى افكاره كائناً من كان، لوأد الفتن وعدم انتشارها في مجتمعنا المحافظ المتماسك، كما نقترح ان يتبنى احد اعضائنا المحترمين في مجلس الامة سن قانون »ان كل مواطن له فكر وارتباط خارجي يحال للتقاعد ويختار البلد الذي يريد العيش فيه لنرتاح منه حكومة وشعباً«.
ثالثاً: ان كل من ارتضى العيش في بلدنا الكويت مواطناً كان ام مقيماً عليه ان يحترم قوانينها ودينها وتراثها، وانه بلد الشرفاء ولا يستحق العيش فيه من له ولاء وارتباط وفكر خارجي، وان قضية خروج وابعاد من لا يستحق العيش فيه امر بيد الحكومة لا بيد اشخاص، كما حصل مع من اتبع فكر بن لادن وسحبت جنسيته، وكذلك من كفر الصحابة رضي الله عنهم الذي يدعي الآن قرب خروج المهدي المنتظر الهارب من العدالة الذي نطالب الحكومة أيضاً بأن تسحب جنسيته هو الآخر.
رابعاً: نستغرب من رجل دين لا يقرأ التاريخ ولا يعرف الفرق بين المنهج السلفي (ابن تيمية احد اتباعه) القائم على التوحيد لله تعالى وهي دعوة الرسل والأنبياء والاتباع لهدي رسولنا | وصحابته الكرام، رضي الله تعالى عنهم اجمعين، وبين المنهج التكفيري القائم على الخروج على الحكام وسفك الدماء.
خامساً: لا يظن اهل الفتن (وهو زمانهم) ان سكوت اهل الكويت وعقلائها هو تأييد لهم او خوف منهم بل هو سكوت حكمة وتفويض لحكومتنا الرشيدة ان تعالج وتستأصل جذور الفتن كلها عن بلدنا.
سادساً: توجيه ونصيحة لكل من يصرح ويكتب في وسائل الاعلام المختلفة ان يتقي الله في قلمه ورسائله وكلامه، وان يضع نصب عينيه الكويت وحكامها وحكومتها وشعبها وألا يدخلهم في صراعات ومشكلات سياسية واقتصادية.
حفظ الله الكويت وشعبها من الفتن ما ظهر منها وما بطن.