الفيلسوفة الكبرى
حين نشاهد التطور والحضارة في العالم الذي يحاول ان يرتقي بالانسان الى اقصى درجات التحضر والانسانية، نتحسر على ما يحدث في »وطن النهار« من تعنت البعض وتشبثه بقوانين بالية اكل الدهر عليها وشرب، وربما هي بدعة من بدع هذا المسؤول أو ذاك الموظف.
أتصدقون يا سادة اننا في الالفية الثالثة!! قطعنا منها عشر سنوات.. ومازالت أدمغة في بلادي تتلذذ في تعذيب الآخرين.. وترفض بتعنت وغرور اعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم.
أتصدقون يا سادة.. مازال في عصرنا متخلفون.. لا يرون ابعد من انوفهم وان حاولوا الرؤية.. لا يرون ابعد من مكاتبهم الفخمة، انهم لا يتحسسون معاناة غيرهم، لا يرفعون الظلم عمن يعاني لعقود من ظلمهم!
مازالوا ورغم هذه السنوات يصرون على ظلمهم بل ويتفننون في تنفيذ ظلمهم اتصدقون! يولد كل يوم طفل.. بريء.. لا يعلم من هذه الدنيا سوى ثدي أمه يلقمه يرتوي منه ثم يعود لنومه.. لا يعي معنى الحياة لا يفهم ما يدور حوله، حين يضايقه شيء، أقصى ما يفعله هو ان يملأ الدنيا صراخا حتى تلتقطه يدي أمه التي تحمله بحنان وتهدهده ليعود الى نومه هانئا مطمئنا، فكره صفحة بيضاء لم يكتب فيها شيء، يكبر هذا الطفل.. يجد الحيرة في عيني ذويه لا يعي لم هما مهمومان؟! لماذا يعيشان في قلق دائم؟! لا يعلم لماذا والدته تبكي، ووالده يخرج الآه عميقة من صدره؟!
يكبر صغيرنا.. يرى اقرانه يذهبون الى المدرسة وهو في منزله باق لا يخرج لا يفهم لم لا يدخل المدرسة؟! لا يعي دموع والدته.. لا يستوعب حزن والده، سؤال حائر حبيس في عينيه.. ماذا يحدث لي؟!
لماذا هذا الحزن العميق يخيم على حياتي؟! يبدأ باستيعاب الامور رويدا رويدا!
انت يا طفلنا الحبيب لا تملك »شهادة للحياة«.. القوانين والنظم البالية حرمتك من »شهادة ميلاد« تثبت انك حي ترزق في أرض الله الواسعة.. توثق فيها ميلادك ويختار فيها ذووك اسما لك وتثبت فيها انك انسان ولدت من اب وام بعقد شرعي وعلى أرض طيبة!
لقد بليت كغيرك من اترابك بعار يسمى »بدون« عار ليس عليك بل عليهم ذوي النظرة الضيقة للامور.
لقد بليت يا صغيري بضمائر مغيبة، وعقول متحجرة مازالت حتى يومنا هذا تدرس قضيتك وتعيدها مرة أخرى الى ملفاتها.. وتحفظها في الارشيف لقد بليت يا صغيري بمن يشوه فكرك بعد أن كان صفحة بيضاء.. قدرك يا صغيري أن تكون لعبة سياسية يزايد عليها المرشحون في كل انتخابات مجلس أمة وبعد ذلك يتناسونك في ظل استجواباتهم وسخافاتهم تحت ذريعة مصلحة المواطن.