حامد الهاملي
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
قد يستغرب البعض من كتابتي عن الشعر وسر هذا التحول المفاجئ، بعد أن عرفت بالتحدث عن القضايا التي تهم الشارع الكويتي، إلى التطرق عن هموم الشعر لكن أقول هذي المقالة استثنائية وموجهة إلى فطاحل الشعر وهم يتفرجون لما يحدث بالساحة الشعرية التي تغرق ولم تلق من ينقذها، واليوم نحتاج إلى وقفة من عمالقة الساحة الشعرية الذين لهم باع طويل بتنظيم الشعر ممن نظموا القصائد ذات المعاني والحكم والدروس التي مروا بها في مشوارهم الشعري حتى أتي غزو المستشعرين وطمسوا هوية الشعر الحقيقي بقصائدهم التي تؤكد أن الساحة الشعرية انعطفت عن مسارها الذي نعرفه منذ ولدنا، ولم يكن بالماضي لدينا شعراء يفكرون بالربح المادي من خلال قصائدهم كما هو حاصل الآن، بل كان همهم المحافظة على الموروث الشعري وبزمن لم تتواجد به الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، وعندما يلقون قصائدهم تتناقل من مدينة إلى مدينة ويُسمع صداها بين الناس وتبقى على مر العصور، أما الآن ومع التطور الإعلامي وزحمة القنوات الشعرية والمنتديات الشعبية إلا أن ذائقة الشعر فقدت لذتها بعد دخول بعض المستشعرين الساحة الشعرية واستباحوا الشعر ووصلوا إلى أمر لا يطاق في الساحة، كيف يقبل عمالقة الشعر باستباحة الساحة الشعرية من بعض الشعراء الذين أساؤوا إلى مورثنا الشعبي الذي ورثناه على مر العصور ويأتون اليوم لهدم أطناب القاعدة الشعرية من كلمات لا تمت بصلة للموروث الشعبي؟، لا اعني شخصاً بعينه ولا أود التجريح بأسماء معينة لكن ما نراه اليوم في ساحة الشعر الشعبي استخفاف بالعقول واستغفال للناس فالساكت عن الحق شيطان اخرس، وهنا اقصد الشاعر المستشعر الذي لا يمتلك الموهبة الشعرية لكن يتصنعها بكل سهولة من اجل الظهور الإعلامي، وللأسف الإعلام في وقتنا الحالي يبرز كثيراً من المستشعرين ويساعد على ظهورهم بشكل كبير فأصبح الشعر الجيد قليلاً، وأصبح المستشعرون يتكلمون عن الشعر الحقيقي دون أن ينظروا إلى اشعارهم التي لا تحمل من المعاني الشعرية شيء وبما أن وسائل الإعلام تبحث عن الكسب المادي بالدرجة الأولي أصبح الشعر الجميل والعذب مفقوداً وحل بدلا منه ما يسمونه شعرا وينادون به حتى أصبحت الساحة الشعرية سوقاً يباع ويشترى به الشعر دون التفكير بعواقب ذلك على الجيل القادم من الشعراء الحقيقيين، لذا المسؤولية كبيرة على الشعراء الكبار وناقدي الشعر بإنقاذ ما تبقي من الموروث الشعبي قبل غزو المستشعرين والسيطرة على الساحة الشعرية وحتى لا يذهب الشعر ويبقى المستشعرون يصولون ويجولون بقصائدهم.