حامد الهاملي
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
أصبحت جرا فات البدر هي القصة التي ليست لها نهاية، حيث تسير وتقتلع من يقف في طريقها، وحتى الأطفال لا يعرفون إلى أين يذهب هذا المنشار الذي وصل إلى ملعب أبناء الحارة حيث كانوا يمارسون كرة القدم بهذا الملعب الصغير الذي لم يتجاوز على أراضي الدولة ببناء المدرجات أو ببناء سياج يحدده.
لقد قالوا لنا بالسابق ان الديوانيات متجاوزة على أراضي الدولة، وقام المواطن طواعية وأزالها، وقالوا لنا أيضا الحدائق تغطي الطريق على السيارات ولبى المواطن نداء الإزالة وأزالها، وقالوا لنا أن المساجد غير مرخصة وذهبوا إلى مساجد الله لإزالتها ولولا تدخل النائب السابق محمد هايف وحكمة سمو رئيس مجلس الوزراء لما وقفت الإزالة، لقد تحركوا ولم يجدوا شيئا جديدا ليثبتوا أنهم يطبقون القانون على الجميع حتى سارت جرافات البدر على ملاعب الأطفال لتهدم أحلام الطفولة التي كان يعيشها الصغار الذين كانوا يملأون فراغهم بالعطل الرسمية.
إن هذا الملعب له ذكريات جميلة بالنسبة لي كنت أعيشها بمباريات جميلة أيام الطفولة مع الأصدقاء وأبناء الحارة وقد صمد هذا الملعب الذي تجاوز عمره العشرين عاما ولم يقتلع منه شيء، واليوم يأتي المنشار ويدفن ذكرياتي وذكريات الزملاء الذين تخرجوا من هذا الملعب حتى أصبحوا لاعبين محترفين بالأندية الرياضية، علما بأن الملعب تطور بمجهود فردي بعد ان أسس من تبرعات الصغار بمحصولهم اليومي حيث لم يتوقعوا في يوم من الأيام أن تأتيهم جرافات البدر وتقتلع الملعب لقتل أحلام الطفولة التي كان يعيشها مفلح وناصر وسعد وفلاح وعلي وبدر وآخرون من الذين استلموا زمام الملعب من الجيل الحالي، وما أن سمعت خبر تعرض ملعبهم للإزالة حتى سخرت لهم قلمي نيابة عنهم لأنهم لا يملكون قلما ولا نقابة توصل نداءهم ولا اتحادا يستنجدون به ولا نائبا سابقا يفزع لإيصال صوتهم للمسؤولين بفرق الإزالة لأنهم لم يقولوا لنا هذه المرة ما السر وراء إزالة ملعب الحارة التي يمارس فيه الصغار هوايتهم؟ هل الملعب متجاوز أم أن الأرض تجارية أو إنها سياحية أراد أصحابها الاستفادة منها، أم أنها خاطبت الاتحاد الكويتي لكرة القدم لإزالته؟
أسئلة أنتظر الإجابة عنها من فرق الإزالة.