هشام الشارخ
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
من يتتبع قوس الأزمات في العالم الاسلامي، يبدأ من الصومال مروراً بالسودان ثم يرتفع في فلسطين ثم الى العراق بعد ذلك الى افغانستان وينحدر الى باكستان ثم بنغلاديش الى ان يصل في النهاية الى جنوب الفلبين، وهذا القوس الكبير والذي ما ان تخمد نار الفتنة في احدى نقاطه حتى تشتعل اخرى.
ولا ادري هل هذه النيران يتم اشعالها بصورة متعمدة ليبقى العالم الاسلامي في ازمات متتالية؟ ام انها نتيجة حتمية لابتعاد المسلمين عن دينهم؟ ام انه صراع الحضارات بصورة خفية؟ ام اننا سنظل اسرى لنظرية المؤامرة؟ ولماذا يكون التآمر على العالم الاسلامي فقط؟ ثم اين المفكرون والحكماء في هذا العالم ولماذا التزموا الصمت، واين هي المنظمات الدولية الاسلامية من هذه الصراعات؟
ومع ذلك تبقى ماليزيا نموذجاً متواضعاً لشعب احب ان يمزج بين الحداثة والاصالة، وحكومات همها الوحيد خدمة الشعب والنهوض بمستوى الدولة بشكل عام.
ان التجربة الماليزية جديرة بالدراسة على كل المستويات وان دول العالم الاسلامي مطالبة بالبحث الجاد لتحقيق العدالة الاجتماعية التي تنبثق من الشريعة الاسلامية ليصبح لدينا مجتمعات متحضرة في اغلب النواحي وليست مظاهر عمرانية واستيراد التكنولوجيا الحديثة فقط.
لقد اثبتت التجربة الماليزية اهمية توعية الشعوب وتثقيفها حضارياً بحرمة المال العام والانضباط والالتزام بالقوانين واللوائح اضافة الى الاهتمام بقطاع التعليم ووضع استراتيجية بعيدة المدى قابلة للتنفيذ ولا تخضع لأية اجتهادات شخصية، اضافة الى حكومة اصلاحية مطعمة بوزراء تكنوقراط وليست حكومة محاصصة همها الارضاء دون الاصرار على المؤهلات الشخصية، ومجلس نواب يؤدي دوره الاساسي لا ان يتحول النائب الى مراسل يدور بين الوزارات. ان قضاء حقوق الآخرين امر مطلوب ولكن دون ان يعطى الشخص ما لا يستحق او ما هو مخالف للقانون.