المحامي خالد خليل القطان
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
»كل مجتمع يحمل بين ثناياه بذور فنائه وانهياره« (طاغور)
يعتقد اعضاء السلطة التشريعية انهم بقدر الصراخ والعويل والتطاول على الآخرين سيصبحون زاهين كالكواكب محبوبين لدى الجميع والمفارقةانهم يدخلون في سجال شخصي مع احد اعضاء الحكومة متفضلين ومكابرين ان عملوا شيئاً للوطن، وكأن هذا الوطن ملك للحكومة وانه لا ينتمي له، فأصبحت قضايا التنمية في مهب الريح بسبب هكذا مخرجات، نلاحظ ان هناك استنتاجاً فاسداً للعقل والمنطق وعيباً يمس سلامة الاستنباط او رجاحة العقل فلا نستغرب هذه التصرفات من نواب انصاف متعلمين دائماً ما يدافعون بشراسة عن مصالحهم الخاصة، هناك قصة حقيقية ذكرتها جريدة الاندبندنت وهي ان رجلاً كان يقود سيارته وبرفقته زوجته التي كانت حاملاً وجاءها المخاض في السيارة وكانت الاشارة حمراء فاضطر لقطعها ليصل الى المستشفى ولم يكن هناك شرطي والطريق خالية في صباح اليوم التالي ذهب الرجل الى ادارة المرور واعترف بأنه تخطى الاشارة لان امرأته كانت ستلد في الطريق فبدل ان يخالف كُرم هذا الشخص واعطي درعاً تكريمية لالتزامه بالقانون، ولكن لدينا في الكويت الوضع مختلف، فتجد شرطياً يقف في ممنوع الوقوف والمواطنون والمقيمون لا يتقيدون بالخطوط الارضية، يدخلون من اقصى حارة اليسار الى اليمين، يتجاوزون الآخرين عند الاستدارة او الانعطاف ضاربين عرض الحائط بالذوق والاخلاق والقواعد المرعية، لماذا دراسة الخطط والقوانين وتطبيقها لدينا تأخذ سنوات والجواب سهل وبسيط وهو سفرات مجانية، اقامة مجانية لافراد الوزارة وعائلاتهم للخارج حتى اذا طيبوا خواطرهم بعد عشرات السفرات ينتهي هذا التقرير.
لماذا لا نحتذي بدولة الامارات فهناك اماكن مخصصة للاجرة الجوالة، فالاجرة الجوالة لدينا 99٪ وتسعة من عشرة لا يعرف عن القيادة شيئاً ولا مكان مخصصاً له ومعظم الحوادث بسببه ولا يشغل العداد لأن ذلك بقولهم يسبب الخسارة، لماذا لا نقتدي بدبي فهناك مخالفات مباشرة تدفع حين ارتكاب المخالفة وان لم تدفع كل اسبوع تتزايد حتى يرتدع هؤلاء المتمردون الخارجون عن الذوق العام.
ان المتتبع لحركة المرور في شوارع الكويت يشعر وللوهلة الأولى ان كل من وطأت قدماه على هذه الارض مؤهل وقادر على قيادة اي مركبة كانت وبأي حجم حتى ولو كانت ذات محرك نفاث.
والسؤال المطروح: لماذا تستخرج رخصة القيادة بكل يسر وسهولة من وزارة الداخلية؟ هل اصبحت النفس البشرية وهي رأس المال الحقيقي رخيصة لهذه الدرجة؟ لا يمر يوم الا وهناك حادث مروع يدمي القلب من بشاعته، ناهيك عن الزحمة والاختناقات المرورية التي اصبحت لا تطاق اينما كنت واينما ذهبت في يوم اجازة ام غيره، كل هذا ولم تحرك وزارة الداخلية ساكناً.