تاريخيا، تتميز العلاقة الكويتية السعودية بروابط متينة تأسست على أبعاد اجتماعية واقتصادية وجغرافية، جعلت البلدين يمثلان نوعا من العلاقة الرائدة سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي. ورغم كل الظروف التي عصفت بالمنطقة في الخمسين سنة الآخيرة، إلا أن متانة هذه العلاقة واستمراريتها لم تكن محل شك أو ريب من الطرفين.
ورغم أن الخلافات بين الطرفين قد تحدث بين الفينة والأخرى، إلا أن القيادتين السياسيتين كانتا دائما ما تحبذان حلها بعيدا عن الإعلام والضوضاء، لشعور كل منهما بأنها تمثل امتداداً سياسياً واجتماعيا وجغرافيا للأخرى، وقد تبين ذلك، وبكل وضوح، إبان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت. الأمر الآخر المهم، والذي يدعم قوة هذه العلاقة ومتانتها، يتمثل في العلاقة الأسرية التي تربط أسرتي الصباح وآل سعود ببعضهما بعضاً، والعلاقات الأسرية التي تربط معظم عوائل الكويت بالعوائل السعودية أيضا.
إن منطق التاريخ والجغرافيا والعلاقات الاجتماعية، بل والمصير المشترك، هو من يحمل هذه العلاقة السياسية إلى مصاف عليا، ويحميها من التصدعات التي قد تسببها ظروف ما، وهو أمر استقر بالوعي الكويتي- السعودي ولا يمكن زحزحته بأي شكل من الاشكال.
وبالتالي فإن موقف مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة، واعتراضه على «التطاول على المملكة العربية السعودية» من قبل رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني في مؤتمر البرلمانات الإسلامية الذي عقد في بغداد، غير مستغرب من الحكومة والشعب في الكويت. لقد كان موقف رئيس مجلس الأمة حكيماً ورشيداً، ويمثلنا جميعا، باعتبار أن ما يمس المملكة العربية السعودية وشعبها يمس أيضاً حكومة وشعب الكويت.
الخميس, 04 فبراير 2016