تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات الأولى من الصحف خبر تصريح لوزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى مفاده أن وزارة التربية بدأت خطة ترمي الى تطوير منهجي التربية الاسلامية واللغة العربية. وتأكيداً للخبر فان «كونا» نقلت عن معاليه انه بحث الارهاب والتفسير الخاطئ لآيات القرآن الكريم مع وفد المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الايسيسكو».
وقد تلقت الأوساط التربوية والاجتماعية هذا الخبر بابتهاج، ودلـّت التعليقات على الخبر مدى تعطش المجتمع وحاجته الماسة لهذا التوجه المتبنى من قبل معالي الوزير.
اننا أحوج ما نكون، في ظل هذا البحر المتلاطم والهائج من العنف والقتل والهدم والاقصاء والدمار، الى القيم النبيلة والتسامح واحترام الآخر مهما كان انتماؤه. قيم سامية يتحلى بها ديننا الحنيف لا نتشدق بها في المؤتمرات وحسب، بل تكون نبراسا هاديا في سلوكنا وحياتنا وتعاملاتنا اليومية. جرعات السمو والتسامح وحب الغير والتوقير والجمال الأخلاقي يجب أن تغرس في نفوس المتعلمين منذ نعومة اظفارهم حتى تكون أساس تربيتهم وتهذيب سلوكهم عندما يكبرون. فهل نحن مدركون لما يدور حولنا من أحداث؟
ان مناهج وزارة التربية، سواء في مادتي التربية الاسلامية واللغة العربية أو باقي المجالات، بحاجة ماسة الى التطوير والتعديل والتنقيح ورفع الحشو والتكرار الممجوج. نعلم جيدا بأن لجان تطوير المناهج تعمل على مدار العام الا أن ما ينقصها هو تعاون اللجان والتنسيق فيما بينها، اضافة الى بعدها عن الفكر المتطرف؛ حتى تأتي بنتائج منسجمة ومتناغمة مع أهداف التطوير والتعديل.
لم أنل شرف اللقاء بمعالي الوزير، الا أن كل من يعرفه يشيد به وبأدائه حينما كان بالجامعة، وهذه الخطوة الشجاعة منه تستحق منا كل التقدير والثناء والاشادة، فقد كان مجرد التفكير فيها سابقا كفيلا بأن يطيح بصاحبه من الكرسي.
الإثنين, 09 مارس 2015