رفعة الشمري
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
اذا خسر الانسان كل امواله وممتلكاته وامواله المنقولة وغير المنقولة ولم يعد لديه ثمن رغيف الخبز، فإن الناس يواسونه ويخففون عنه بقولهم: أحمد الله على نعمة الصحة.
واذا فقد الانسان منصبا مهما ومركزا حساسا ووظيفة مرموقة، وراحت عنه الأضواء ومظاهر الاحتفاء والتقدير، فإن جماعته بالتأكيد سيقولون له: لا تهتم ولا تفكر.. ما دامت صحتك بخير فأنت بألف خير.
لكن ماذا سيقول الناس لمن فقد صحته؟ وبماذا سيواسونه ويخففون عنه مصابه؟
وللاسف فإن مستشفياتنا تساهم في اضاعة صحة المراجع في احيان كثيرة وكم من مريض ذهب ليكشف في المستشفى ثم بدأت معه سلسلة طويلة من الفحوصات والكشوفات والاجتهادات الطبية، ثم تبدأ ايضا حكاية الادوية التي لا يعرف اولها من اخرها وتكون النتيجة كارثية.
وكم من مريض اجرى عملية جراحية في احد مستشفياتنا ثم دفع الثمن حياته وهذا ما حصل مع احد اقاربي منذ أيام حيث توفي بعد مضاعفات بسبب عملية جراحية في احد مستشفياتنا وأنا بالتأكيد لست اول من يكتب عن مستشفياتنا والبلاوي التي تحدث فيها من اخطاء في التشخيص والعلاج وكوارث العمليات الجراحية، اضافة الى عوار القلب في انتظار الدور وتكدس المراجعين والزحمة التي تجعل المريض والمرافق يفقدان اعصابهما، ويكاد الواحد منهم يصاب بالجنون.
نحن لا نريد توجيه الاتهامات الى احد ولا نقلل من الجهود التي يبذلها الكادر الطبي في مستشفياتنا، لكننا نريد اهتماما جديا بأوضاع المستشفيات ووضع خطة حقيقية وعملية لتخليص مستشفياتنا من هذا الواقع المؤلم، وارجو الا تكتفي الوزارة بالرد على مقالتي ثم تنسى ما قلته.