يستمتع برشلونة بتصدره جدول ترتيب الليغا بعد مرور 12 جولة، وهو أمر ليس بالجديد على البلوغرانا الذي حقق اللقب في الموسم الماضي عن جدارة تحت قيادة المدرب إرنستو فالفيردي.
وعلى الرغم من سير الفريق بتلك الخطى الثابتة وتحقيق الفوز على عدة فرق قوية كريال مدريد وإنتر ميلان وتوتنهام، إلا أن جزءا من المتعة لم يتم تعويضه حتى الآن، بعد رحيل أسطورة وقائد الفريق السابق آندريس إنييستا.
ويفتقد جمهور الفريق الكتالوني لإبداعات الرسام الذي رحل بنهاية الموسم الماضي إلى فيسيل كوبي الياباني، بناء على رغبته بعدما اكتفى بما يقرب من 16 عاماً مع الفريق الأول، ليلبي الإشارات التي أرسلها له جسده ويقرر ترك الفريق
ودائما ما كان لإنييستا طريقة خاصة في تعامله مع الكرة، سواء عندما يقرر المرور من المنافس أو تمرير الكرة ليضع أحد زملائه أمام المرمى.
ولم يكن الأمر يتعلق بعدد الألقاب أو الأهداف المهمة التي أحرزها إنييستا مع برشلونة فقط، بل كان الرسام يمتلك قدرة فائقة في السيطرة على الكرة والتحكم في أحداث المباراة ورؤية الملعب بنظرة أوسع.
ونجح برشلونة في يناير الماضي في أن يوقع مع البرازيلي فيليب كوتينيو، كواحد من أفضل اللاعبين في العالم كي يكون خليفة لإنييستا في المواسم التالية، وفي ظل تقديمه مستوى جيدًا إلى حد ما، إلا أن ما قدمه يعد نسخة غير أصلية مقارنة بما كان يقدمه مع ليفربول.
وإذا وضعنا عدة مقاييس لمقارنة النجوم الحاليين بإنييستا كالنجومية والمركز والدور الذي يقوم به اللاعب على أرض الملعب، سيكون كوتينيو هو الأبرز لخلافة الرسام في برشلونة.
وشارك الموهوب البرازيلي في عدة مراكز منذ الموسم الماضي، فقد لعب كصانع ألعب خلف ميسي وسواريز، وكذلك كلاعب وسط بجوار راكيتيتش وبوسكيتس، انتهاء بمركزه الحالي كجناح أيسر سواء في طريقة 4-3-3، أو 4-4-2.
أرقام صاحب الـ 26 عاماً مع البارشا حتى الآن إيجابية إلى حد كبير، فقد شارك في 37 مباراة أحرز خلالها 10 أهداف، وصنع 15 هدفًا، كما حقق 3 ألقاب محلية.
ولكن بالحديث عن تعويض رحيل إنييستا فلايزال كوتينيو بعيداً تماماً عما كان يقدمه الإسباني، حيث تتمثل المشكلة في أن طريقة لعب النجم البرازيلي في الأساس لا تتشابه مع طريقة الرسام.
دائما ما كان يهدف إنييستا إلى الانخراط في منظومة لعب البارشا من حيث سرعة التمريرات والاحتفاظ بالكرة في أوقات معينة.
أما كوتينيو ولكونه لاعباً برازيلياً، فإنه يرغب في الاحتفاظ بالكرة ومراوغة الخصم واستغلال أي مساحة للتصويب على المرمى، تلك الميزة التي يتمتع بها بشكل كبير ويستغلها المدرب في المباريات المعقدة.
وخرج لنا ميسي وإنييستا بثنائية رائعة أمتعت الجمهور على مدار السنوات القليلة الماضية، ومع رحيل الرسام تحولت تلك الثنائية لتكون بين ميسي وسواريز، الذي يملك علاقة مميزة في الملعب مع البرغوث، ولكن أيضا يفتقد بالطبع للمسات إنييستا.